دور الأشجار في مقاومة الانجراف والتصحر
تهطل الأمطار في فصل الشتاء بشدة كبيرة فتسيل المياه بسرعة على سطح الأرض.
يتسبب السيلان القويّ للمياه في جرف كميات كبيرة من المواد الطينية والحصى و الدبال و النباتات الصغيرة التي تقتلعها من الأراضي التي تمر بها
يحدث هذا إذا كانت الأرض عارية تماما من الأشجار.
يتكرر المشهد مرات و مرّات حتى تصبح الأرض غير صالحة للزراعة لفقدها للطبقة العلوية الخصبة.
لا يبقى في الأرض المجروفة سوى الصخرة الأم وفي هذه الحالة تكون التربة قد انجرفت نهائياً مع كل ما يوجد عليها من أحجار وأشجار كما يساعد انحدار الأرض المياه السائلة على جرف كل ما يعترض طريقها.
أما في الأراضي التي يكسوها غطاء من الأشجار و النباتات الكثيفة فإنّ الأمر مختلف تماما فجزء كبير من الماء يروي التربة و يتسرّب الى باطن الأرض فيستفيد منه الغطاء النباتي.
من الملاحظ أن المناطق المغطاة بغابات كثيفة ومتّسعة الأرجاء تحتوي على ينابيع غزيرة وعلى مياه جوفية وفيرة أما المناطق الفقيرة من النباتات فيكون مصيرها حتما الى التصحّر.
ما هو التصحّر ؟ و ماهي أسبابه ؟
التصحر هو تدهور الأرض بفقدان التربة الفوقية.
يؤدّي التصحّر إلى فقدان الحياة النباتية و الحيوانية .
أسباب التصحّر
- الاستغلال المفرط للأراضي الذي يؤدي إلى استنزاف التربة.
- إزالة الغابات التي تعمل على تماسك تربة الأرض.
- الرعي الجائر يؤدي إلى حرمان الأراضي من نباتاتها و حشائشها.
- أساليب الريّ الرديئة التي تتسبب في تلف النباتات
نلاحظ أن السبب الرئيسي للتصحّر هو ” نقص او انعدام النباتات”
من آثار التصحّر :
– يخلق التصحر جوًا ملائمًا للحرائق في الغابات.
– يتسبب في إثارة الرياح التي لا تجد مصدّا أو حاجزا لها .
– يزيد من تبخر مياه الأنهار و المستنقعات .
– تتصاعد الاتربة و تصل للمدن فتزيد من الامراض و الوفيات .
– تكبر رقعة الصحاري و تلتهم مساحات شاسعة من الأراضي فيزيد عدد الأفراد الذين يتضررون من الجفاف والتصحر .
دور الأشجار في مقاومة التصحر و زحف الرمال
تعتمد الطريقة الحديثة في مقاومة التصحر على تثبيت الرمال باستعمال أشجار أكاسيا سيانوفيلا بطول 80-120 سم وغرسها على عمق 40-60 سم في الرمل وترك 40 سم تقريباً فوق سطح الأرض.
بعد تثبيت الرمال يمكن غرس نباتات شجرية أخرى مثل الصنوبر الحلبي والمثمر وعقل الطرفاء.
يجب إعادة غرس الأراضي الجرداء البائرة أو التي أزيلت أشجارها لأسباب مختلفة كالحرائق أو الاحتطاب الجائر ويتم ذلك بغرس مشاتل نباتات أو زراعة البذور مباشرة في الأرض مثل بذور الصنوبر الثمري والكستنا وغيرها.
الخاتمة : تعتبر الأشجار رئة الأرض و مصدر الخيرات و العطاء وهي هبة من الله سبحانه و تعالى للإنسان بما تحمله من فوائد لا تحصى و لا تعدّ إضافة لفائدتها العظيمة وهي الوقوف في وجه خطر كبير يواجه الانسان وهو خطر تصحّر الأراضي ، لذلك على البشرية جمعاء أن تتّحد من أجل إعادة اعمار الأرض و إصلاح ما فسد منها.
لتحميل او طباعة كامل الملف ( 2 صفحات) : انقر الرابط التالي