التعايش بين المتساكنين – آداب الجوار – العلاقات بين الجيران
يعيش الفرد بجوار أناس قد لا يعرفهم سابقا أو قد يحملون جنسيّة مختلفة عنه أو طبعا غير طبعه وعادات لا تنتمي لبلده ولكنّه يتعوّد على وجودهم فهم جزء يوميّ من المشاهد المألوفة أمامه.
قد يغيب عنّا الأهل و الأقارب و لكنّ الجيران لا يغيبون فوجودهم دائم في حياتنا و لا فائدة من إنكارهم بل على العكس يجب مدّ أواصر الأخوّة بيننا و بينهم، و عند الحاجة، قد لا تجد أخاك بجانبك لظروف طارئة ألمّت به و لكنّك ستجد جارك يقاسمك أفراحك و أتراحك ، لذلك يجب أن تكون وفيّا لهذه العلاقة فالابتسامة لا تكلّف شيئا و إلقاء السلام لا يتطلّب مجهودا رغم ما يحمله من فوائد عظيمة و ثواب لا يُحصى من ربّ العالمين
فماهي حقوق الجار؟ وكيف يمكنني أن أتعايش في سلام مع جاري رغم ما يمكن أن يحدث بيننا من مضايقات أو مشاكل يومية.
لا شك أن الجار له حقوق كثيرة نشير إلى بعضها، فمن أهمّ هذه الحقوق:
- إلقاء السلام: من الجيّد إلقاء السلام على من تعرف ومن لا تعرف و من الجيّد جدّا مبادرة الجار بالتّحيّة كلّ صباح فهذا السلوك اليومي له آثار طيبة على العلاقات و له أثر كبير في إشاعة روح الألفة والمودة.
- كف الأذى عنه: أي عدم أذيّته والأذى قد يكون بسيطا في نظر الانسان و لكن له شديد الأثر على غيره فمجرّد الغمز و السخرية و الاستهزاء هو في الحقيقة أذى كبير لما يسببه من ألم في نفسية الفرد فما بالك بمن يلقي فضلاته أمام باب جاره أو من يلوّث جدران بيت جاره حسدا و حقدا …. أو يشوّش عليه أثناء نومه …
لقد حذّر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من أذيّة الجار أشدّ التّحذير فقال:
“والله لا يُؤمن، والله لا يُؤمن، والله لا يُؤمن. قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: مَن لا يَأمن جاره بوائقه”.
ولمّا قيل له: يا رسول الله! إن فلانة تصلّي اللّيل وتصوم النّهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال: “لا خير فيها، هي في النّار”.
“لا يدخل الجنّة مَن لا يأمن جاره بوائقه”.
- تحمّل أذى الجار: ليس من المروءة مقابلة الإساءة بالإساءة ، إنّما الصبر على الإساءة أعظم أجرا عند الله وإنّها لواحدة من شيم الكرام ذوي الهمم العالية.
يقول الله تعالى: “وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)”الشورى:43].
فإذا وجدت فضلات جارك أمام بيتك فلا تغضب و لا تشتم ، بل ألقها في حاوية الفضلات و أكمل طريقك لعلّ ضميره يؤنّبه في يوم ما فيُقلع عن تصرّفه المشين و إذا رأيته يختلق الفرص للمشاحنات و العراك فالزم بيتك أو ابتعد عن منزله و بادره بالهدايا فهي خير مليّن للقلوب و ادع الله في صلاتك أن يهدي قلبه و فكره .
- تفقّده وقضاء حوائجه: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم”.
إنّه سلوك طيّب أن يجعل الانسان لجاره نصيبا في قِدر طعامه فطعام الاثنين يكفي الثلاثة و طعام الثلاثة يكفي الأربعة كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و إنّما هي البركة من عند الله تحلّ في رزق العبد إذا ملأ قلبه حبّا لخلق الله.
5– ستره وصيانة عرضه و شرفه :
يعتبر السّتر على عباد الله فضيلة كبيرة فليس من المعقول أبدا تشويه سمعة النّاس أو التحدّث في أعراضهم بما يسوئهم بل هي من أعظم الكبائر فبحكم الجوار قد يطَّلع الجار على بعض أمور جاره فينبغي أن يلتزم الستر فمن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة.
الخاتمة :
يجب ان تكون مجتمعاتنا المسلمة هي الأعلى رقيّا بأخلاقها فديننا الحنيف لم يترك المجال لنا أن نخطأ إذا اتّبعنا وصايا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلّم و ما جاء في القرآن الكريم هي جميعا قواعد لسلوكنا اليوميّ .
.
لتحميل او طباعة كامل الملف ( 2صفحات) : انقر الرابط التالي