الرياضة – أهمية الرياضة – فوائد الرياضة
الرياضة
- الريَاضَةُ تَكُونُ على وُجُوه مُختلف، و أحوال مُــتنــــــــوّعة، و أفضلُها ما كانت مُباشرتُهُ في الهواء الطّلق، فيتنبّه حينئذ القلبُ (2)، و يزدادُ تواردُ الدّم إلى الرّئتين، فيزدادُ عملُهما…. و هي تفيدُ النّاقهين من العلل (3) على وجه خاص فتُعينُ على سُرعة البرء، بل كثيرا ما تكونُ الرياضةُ هي العلاج الوحيد في بعض العلل، و خصوصا ما كان منها ناشئا عن التَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواني و القُعود(4)، و غالب ما يكونُ ذلك في المُترفين (5) ممّن ألفُوا الرّاحة و استرسلُوا إلى الكسل، فتراهُم شاحبي الوجه ، مُمتقعي الألوان، ضِعَافَ الأعضاء، مَهزُولي الأبدان(6).
- و لمّا كانت الرّيَاضة كذلك جعلها الكثيرون من الأقوام المتمدّنين (7) فنّا مستقلاًّ (8)، و عَمَّموا هذا الفَنَّ في المدارس، ترويضا للأعضاء و تنبيها لوظائفها (9). فالرّياضة البدنيّة من ألزَم الأمور للمشتغلين بالعلوم و المسائل العقلية (10) لأنّ الدَّرس المستطيل و الإفراط في إعمال الفكر، كثيرا ما يُفضيان إلى كلال الذّهن ، و ربّما أحدثَا صداعًا و آلاما عصبيّةً في الرّأس ، فلا يُتَلاَفَى ذَلك كلُّه إلاَّ بالرّياضة ، و الخروج إلى الأماكن النّزيهة ، ترويحا للفكر من مشاقّ الأعمال(11).
- و الرّياضة ألزم للأحداث منها لغيرها ، لأنّ هذا الطّور من العمر هو طور النّـــــــــمــــــاء ، و الأعضاءُ تكونُ حينئذ آخذة في النُّشُوء و العمل (12) ، فإذا لم تتوفّر لهم الرياضة اللّازمة بَطُؤَ نَمَاؤُهُم ، و اعتلَّت أبدانُهُم ….و ممَّا يجب الحذرُ منه الرياضةُ العنيفةُ قبل تناول الغَدَاء أو على أثَـــره.
إبراهيم اليازجي
الشرح:
1/ الرياضة البدنية: جميع الحركات التي تقوّي جسم الإنسان و أعضاءه و تجعله صحيحا سليما.
2/ يتنبه القلب : تزداد حركاته استرسالا و قوّة.
3/ تفيد الناقهين من العلل: النّاقِهُ من المرض هو الذي شُفي منه و لمّا يسترجع كامل قوته.و الحركات الرياضية في الهواء الطّلق يستفيد منها النّاقه إذ يسترجع بها قوّته و صحّته.
4/ التواني و القعود: الكسل ، و الفتور: و الإدبار عن الحركة و المشي الذين يحفظان للجسم سلامته.
5/ المترف: هو الغنّي الذي يتنعّم برغد العيش.
6/ شاحب الوجه، ممتقع اللون،ضعيف الأعضاء،مهزول البدن :
أوصاف ينعت بها من لا يتعاطي الرياضة البدنية من الموسرين : وجه شاحب و ممتقع اللون أي متغيّر و فاقد لنضارته بسبب المرض و الهُزال ، و ،أعضاء ضعيفة كسولة نحيلة لا تقدر على الحركة القويّة و لا تستطيع تحمّل المجهود . فإذا أراد صاحبها أن يبذل مجهودا وجد نفسه فاتر القوى و تعب و لهث.
7/ الأقوام المتمدّنون : الناس المتقدّمون في الحضارة و العلم .
8/ جعلوا الرياضة فنّــــــا مستقلاّ : جعلوها تُدرس لذاتها و صاروا يتعلَّمون مادّتها كما يتعلّمون اللّغة و الحساب و سائر العلوم .
9/ ترويضا للأعضاء و تنبيها لوظائفها: تنمية للأعضاء و تقوية لأعمالها:مثلا الرّئتان وظيفتهما التّنفس.فباستعمال حركات رياضيّة مختلفة .نقوّى فيهما هذه الطبيعة.
10/ المشتغلون بالعلوم و المسائل العقليّة : المنكبّون على الدراسة و الذين يجهدون أفكارهم فيها .فالذي يحرث الأرض يقوم بعمل جسمي ، فالتعب ينال جسمه.
و الذي يتعلّم الحساب و يدرس اللغات الأجنبية مثلا يشتغل بعمل فكري، فالتعب ينال فكره و عقله.
11/ ترويحا للفكر من مشاق الأعمال : إن الّذي أتعب فكره في الدراسة ، حين يتوقّف عن العمل الفكري و يذهب إلى أماكن النّزهة، يجد راحة فيها فيسترجع نشاطه و قوّته و يستطيع أن يعود إلى عمله الفكري بقوّة جديدة .
12/ الأعضاء آخذة في النشوء و العمل : جسم الإنسان ينمو و يكبر كما تنمو النبتة و تكبر. و مما يعين على نموّ جسم الإنسان و تكامل أعضائه الرياضة البدنيّة
لتحميل أو طباعة الملف كاملا ( 2 صفحات) : انقر الرابط التالي