المساواة بين الأبناء – العدل داخل الأسرة
أدلة وجوب العدل والمساواة بين الأبناء :
قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾” .
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه ، في ناحية القوم ، فمسح رأسه وأقعده على فخذه اليمنى ، قال : فلبث قليلاً ، فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه ، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فهلا على فخذك الأخرى ” ، فحملها على فخذه الأخرى ، فقال صلى الله عليه وسلم : ” الآن عدلت ” .
جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسيا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر.
أسباب التفضيل بين الأبناء :
هناك عدّة أسباب تدفع الآباء لتفضيل أحد الأبناء على غيره
1– أن يكون الطفل من الجنس الغير مرغوب فيه:
عند إعلام الوالد بأن مولودا جديدا سينضاف لعائلته ، فإنّ بعض الآباء يفضّل جنس المولود ذكرا او انثى ، فإن جاء المولود عكسا لتوقّعاته و رغباته فسيبدأ في الشكوى و التذمّر و يبدأ في تفضيل إخوته عليه.
2– تفضيل الابن الأكثر جمالا أو ذكاء
خلق الله سبحانه و تعالى الناس مختلفين فمنهم من يتميّز بجماله أو بذكائه أو طيبته أو علمه و معرفته .
لكن ما ذنب الطّفل إذا كان قليل الجمال أو ضعيف الفهم أو ثقيل اللسان؟ هل هذا سبب كاف لإهانته أو التقليل من شأنه، أو لتفضيل إخوته عليه واحتقاره وجعله يعيش مقهورا يملأه الإحساس بالنّقص وقلّة الحبّ والرعاية.
3– تفضيل الابن الأكثر اهتماما بوالديه
من عادة أي شخص أن يحبّ من يهتمّ به و من يقدّر رغباته و يطيع أوامره ، و هذا بالضبط ما يحصل عند عديد العائلات فنجد أنّ الابن الذي “يدلّل” والده يحظى باهتمامه أكثر من إخوته العصاة.
4– تفضيل الطفل المعافى على الطفل الذي يشكو عاهة أو إعاقة جسديّة:
من المعروف أن الطّفل المعاق يستلزم عناية شاقة و رعاية مُتعبة نظرا لحالته و لكن بعض الآباء يتذمّر من ذلك فتراه يفضّل الابن السليم المعافى على الابن المريض المسكين بدل أن يمنحه المزيد من الحب و الحنان و الاهتمام حتّى يخرج من محنته التي هو فيها .
ما هو واجب الوالدين نحو أطفالهم ؟
على الوالدين أن يخافا الله سبحانه فهو لا يرضى بالتفرقة و التمييز بين الأبناء لأنّ هذا التّصرّف الغير معقول هو نوع من الظّلم و الله عادل لا يقبل الظلم ” فالظلم ظلمات يوم القيامة” و بما ان كل راع مسؤول عن رعيّته فإنّ الأب خاصّة سيُحاسب أمام الله سبحانه و تعالى على طريقة تربيّته لأطفاله .
فالتفريق بين الأولاد من أعظم أسباب العقوق والهجر والكراهية .
الخلاصة :
ما أجمل أن يعيش الفرد في كنف أسرة تسودها المحبّة و التفاهم و العدل و المساواة و ما أجمل أن يهتمّ الوالدان بسعادة كلّ طفل من أطفالهم و العناية بمواهب و قدرات كلّ واحد فيهم بما تقتضيه مؤهلاته و قدراته الشخصيّة بعيدا عن المقارنة و التفضيل فالله خلق كل فرد بقدرات مختلفة و الأكيد أنّ كلّ طفل بارع في مجال ما لو وجد من يفهمه و يهتمّ بإمكاناته.
لتحميل او طباعة الملف كاملا ( 2 صفحات) : انقر الرابط التالي