انتاج كتابي : القطة الضالة
ذات يوم بينما كنت عائدة من المدرسة. فجأة اجتاحت القرية عاصفة هوجاء ، دمدم الرعد يصمّ الآذان و قصف البرق قصفا يخطف الأبصار و ولولت الرياح موحشة تكاد تقتلع سقوف المنازل و اختلط زفير الرّياح بثغاء الغنم و عواء الكلاب. وكسا الطّمي وجه الأرض.
كنت أمشي و قد كساني الماء من رأسي إلى قدمي و أنا أحاول أن أتماسك أمام هول العاصفة. فجأة تناهى الى مسمعي صوت أنين أو هو مواء خافت . نظرت إلى الوراء فإذا بها هرّة صغيرة سوداء اللون براقة العينين ابتلّ شعرها الناعم و أصبح كـالقنفذ من شدة البرد و اهتزّ ذيلها الطويل . كانت تموء مواء يقطّع القلب كأنّها تستنجد و تستعطف أحدا . رقّ قلبي لحال هذه المسكينة و انتابني شعور غريب تجاهها فأنا أيضا أعاني نفس ما تعانيه من جوع و ألم . دون وعي منّي وجدتني أحضنها بحنان و عـــــــــطف و عدت بها إلى المنزل مسرعة و ما إن وطأت قدماي أرض البيت حتى استوقفتني أمي متسائلة :” أسرعي لتغيير ملابسك يا صغيرتي .. و لكن ماذا تحملين في يديك؟ قطة ؟ أين وجدتها يا ابنتي ” فأجبتها مبتسمة :” في الشارع يا أمّ…ي” . غضبت أمي و صاحت ” هيا ضعيها خارجا فأنا لا أحبّ الحيوانات السائبة فهي تنقل معها الأمراض أينما حلّت “……….
لتحميل او طباعة الملف : انقر الرابط التالي