انتاج كتابي : حفلة عيد ميلاد مرام
مرام بنيّة هادئة الطّبع، حسنة الخلقة و الخلق. غدا تبلغ الفتاة الصغيرة العقد الأوّل من عمرها ، و بهذه المناسبة السّعيدة كانت الحركة في البيت على قدم و ساق منذ الصّباح. فقد نظّفت الأمّ المنزل فكنست الأرضـــــــــــــــــــــــــيّة و أزالت الغبار عن الأثاث و النّوافذ و بسطت الفرش بعناية ثمّ دخلت المطبخ و انهمكت تعدّ فطيرة لذيذة تفنّنت في صنعها فزيّنتها بحبّات اللّوز و الفستق . يا لها من كعكة رائعة المنظر زكيّة الرائحة أبدعتها أنامل الأم من أجل ابنتها . وزّع الأب الدعوات فلبّى الأصحاب الدّعوة بسرور و حضروا في الموعد المحدّد ليشاركوا صديقتهم فرحتها.
المكان يعبق بالطّيب و الحفل بهيج يضمّ عددا كبيرا من الأصدقاء و الصّديقات كانوا يرفلون في ثياب جميلة محمّلين بهدايا كثيرة مختلفة الأشكال و الأحجام ملفوفة في ورق مزركش أنيق و مربوطة بأشرطة ذهبيّة لمّاعة و في لمح البصر تحوّل البيت إلى خليّة نحل فقد كثر الهــــــــــــــــــــرج و المرج. هؤلاء يرقصون على أنغام الموسيقى العذبة بخفّة ورشاقة وآخرون يصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفّقون و يغنّون مسرورين و هناك جلس الأخ الصغير أحمد و ثلة من أصحابه و راحوا يتبادلون الملح و الطرائف و يضحكون ضحكات عاليّة وصلت أصواتهم عنان السّماء. الكلّ في حركة دائبة بين رقص و تصفيق و غناء و لهو جميل ، أفواههم لا تسكت و شفاههم لا تهدأ . و بعد ساعات من الرّقص و الغناء و اللّهو البريء أحضرت الأمّ الفطيرة و جلست. هاهي عبير الأخت الكبرى تضع كؤوس المشروبات بعناية و نظام كبير. و هاهي الأم تمشي بتؤدة حاملة بين يديها كعكة تتوسطها الشموع الملوّنة ثم تنادي ابنتها قائلة: «هيّا يا عزيزتي أقبلي لتطفئي الشموع ، عيد ميلاد سعيد يا قرّة عيني “. تقدّمت البنيّة ترفل في ثوبها الأنيق و تحلّق حولها رفاقها فنفخت على الشّموع في جوّ من الهتاف و التّصفيق المتواصل.
ثمّ قطّعت الأمّ الكعكة الشّهيّة ووزّعت قطع المرطّبات على الحاضرين .و في الأثناء التقط الأب للجميع صورا تذكارية جميلة و لمّا انتهى الحفل شكرت مرام أصحابها على الحــــــــــــــــــــــــــــضور و الهدايا و تمنوا لها الصحة و السعادة ثم شكروها على الدّعوة و حسن الضّيافة و كرم الأخلاق و انصرفوا مبتهجين تعلو وجوههم الابتسامة العذبة .
يا له من حفل بهيج وما أروعهم من أصدقاء رائعين ، إنّهم مصابيح تنير حياتنا .
لتحميل أو طباعة الملف : انقر الرابط التالي