جني الزيتون ( وصف جسم متحرّك )
جني الزيتون
توقّف حصان عامر فجأة و رفع أذنيه الى فوق فانتبه الجميع إذ أدركوا أنّهم وصلوا الى حقل الزياتين التي سيجنون ثمرها.
نزل الجميع عن العربة في خفّة ونشاط وسرور ثم قسّموا الأدوار بينهم.
وقف عامر، ثم جذب المفارش اليه، فكان يشدّ طرف المفرش و يرمي بالطرف الآخر الى زوجته آمنة. فتتلقّفه منه ثم تمسك بزاويتيه و تنزل به تحت الزيتونة فتفرش به الأرض . و لم يمض وقت طويل حتى أحاطا بكلّ جوانب الزيتونة ، ففرشاها ، بينما نصب علي و مبروك السّلالم و صعدا عليها في سرعة و رشاقة و تسلّق سالم وعامر أغصان الشجرة و ما هي الا لحظات حتى كان كلّ واحد قد ألبس كل واحد من أصابع يده اليسرى قرون كباش تقيها فلا تشوكها أغصان الزيتون و شرعوا في العمل ، فاذا الواحد منهم يمسك بيده اليمنى غصن الزيتون المحمّل حبّا ملوّنا شهيّا كالعناقيد فيجذبه اليه ، ثم يأخذ في جني الثمرة بأصابع يده اليمنى و قد غمره فيض من السّرور إذ يرى حبّات الزيتون على المفارش تلمع تحت أشعّة الشمس التي طلعت على الغابة ، فأشاعت فيها حرارة و فرحا ظهر على وجوه النساء اللاتي انتشرن تحت الزياتين ، بعد أن وضعت كلّ واحدة على رأسها فــــــــــــــوطة ، و أخذن يلتقطن ما تناثر من الحبّات.