قصة : الكنز العجيب ( قيمة العمل و دوره في تحقيق الأحلام)
مرض الشيخ مصطفى مرضا شديدا ، عاده الأطبّاء و الحكماء و لكن دون جدوى ، لم يتوصّل أحد لعلاجه فأيقن الشيخ أنّ المنيّة قريبة منه فقال لابنه : يا بنيّ ، لقد خبّأت لك كنزا ثمينا لا قِبل َ لك بعدّه و إحصاء ثمنه فإذا أنا متّ – فخذ معولك، و ابحث عنه في الحديقة ، أظنّه تحت شجرة السفرجل أو هو قرب أشجار اللوز .. لا أدري … المهمّ أن لا تتهاون في البحث عنه و حاول إيجاده قبل قدوم الخريف “.
أحسّ الابن بنشوة كبيرة و صار يمنّي النّفس و النّفس كالجواد الجامح لا تتوقّف عن أحلام الثروة و الثراء الفاحش .
بعد أن توفّي الشيخ الهرم ، أخذ الولد معوله و حفر أرض الحديقة كلّها ، و لكنّه لم يعثر على شيء، فقال في نفسه : لعلّي أخطأت الهدف هذه المرّة ، سأحاول من جديد .
ثمّ تناول معوله، و حفر الأرض كلّها مرّة ثانيّة، و لكنّه لم يعثر على شيء.
و أخيرا قال : سأحاول للمرّة الثالثة ، ففعل ، و لكنّه أيضا لم يعثر على شيء . بدأت أحلام الابن تتبخّر و تتلاشى و بدأ اليأس يدبّ في قلبه و إذا بوالدته العجوز تجرّ وراءها كيسا من الحبوب و تقول له:
لقد تعبت يا بنيّ ، و أنت تحفر الأرض طولا و عرضا ، ما رأيك لو نزرعها حبوبا، انظر الى السماء المليئة بالسّحب ، إنّ أمطار الخريف قادمة فلعلّنا نصيب خيرا …
لمّا زرعها الولد ، أبشرت السماء بأمطار غزيرة فجادت الأرض بمحصول وافر، لم يسبق له مثيل.
فقال الولد لأمّه العجوز : لقد أدركت الآن سرّ الكنز الّذي خبّأه والدي ، لقد أرادني أن أتعهّد الأرض بالحرث ، و الزّرع ، و التّنظيف ، فأحصل على الثّروة بالكدّ ، و العمل ، و ليس بالاعتماد على الآخرين .
لتحميل او طباعة الملف : انقر الرابط التالي