نص حول زراعة الأعضاء
إنتاج كتابي سنة سادسة
زرعُ القلْب
ذات يـوم ، كان صالح يشتغل في مكتبه وكان الفصـل صيفـا والـيـوم شـديد الحـرارة ، ثقيـل الوطـأة ، وفجـأة أحـس بألـم شديد يعتمر صـدره، ومـا ليـث أن سقط على الأرض مغشيا عليه، حمله زملاؤه إلى المستشفى ، فأعلمـه الطبيب أنه أصيب بجلطة قلبية، وأن حالتـه ميـؤوس منهـا ولـن يعيـش أكـثر مـن سـتّة أشـهر نـزل الخبر على صالـح تـزول الصاعقة وبات ليلته مفكـرا في صغـاره وكيـف سيرحل عنهـم ويتركهـم بـمفردهم وأقـرّ العـزم عـلى أن يقاوم .. سافر صالح إلى بلد أجنبي، فأجـرى عليـه الأطباء فحوصـا دقيقـة ، وانتهـوا إلى نفس النتيجة التي انتهى إليها الطبيب في بلاده . فقد ذگـروا له أن عضلة القلب تالفـة تـماما ، فلا سبيل إلى علاجها ، وأن الأمـل الوحيـد يكمن في زرع قلـب جديد . وافـق صالح عـلى إجراء العملية ، فأرسـل المستشفى برقية إلى جميع المراكز الطبيـة يطلب منهـا قلبـا … لكـن هـذه المراكز لـم يكـن لديهـا قلـب . كانـت السّـاعات تـمر بسرعة مذهلة، وكانت كل ساعة تـمر تعني أن صالحا يقترب مـن نهايته . ولـم يبـق مـن الوقـت الـذي حـددة الجراځـون لبقائـه عـلى قيد الحيـاة أكـثر مـن اثنتي عشرة ساعة ، وفجـأة أعلـم بعـض المراكز المستشـفـى بـأن شابا مـات في حادث سيارة ، وقد تبرع قبـل وفاتـه بـكل أعضائه إلى مـن يحتاج إليها . أجريت العملية الجراحيـة عـلى صالح ونجحـت ، فأخـذ القلب المزروع ينبـض في صدره ، وبـدأ يشعر بأن الشاب الذي أعطاه قلبه ومنحه عمرا جديدا صار يعيش معه في داخله.
عن مجلة العربي