قصة : لعبة العيد

الهدف من القصة :

  • فوائد الايثار .
  • العطاء سبب من أسباب السعادة.
  • أثر الهديّة في تقوية الروابط الانسانية.

 

في ذلك اليوم، خرج أبي في الصّباح الباكر قاصدا المسجد بعد أن توضّأ و لبس أجمل الثياب . بعدما أدّى أبي صلاة العيد رجع إلى المنزل فوجدني في الرّواق أنتظره بفارغ الصّبر صُحبة أخي. ما كدنا نرى أبي حتى أسرعنا إليه فقبّلناه وهنّأناه  بالعيد ثم دخلنا معه البيت. وعدنا أبي أن يصحبنا لصلاة العيد في المرّات القادمة فشكرناه على ذلك.

ثم أقبلت أمي مبتسمة وقبّلتنا بحرارة ثم خاطبتني: أعدّ المائدة يا سالم، لقد كبرتَ وأنا أعوّل عليك في قضاء متطلّبات البيت.

  • سمعا وطاعة يا أمّاه، سأبذل قصارى جهدي.

بعد قليل جلسنا حول المائدة. و تناولنا أشهى الحلويات التي صنعتها أمّي بهذه المناسبة السعيدة .

لمّا فرغنا من الأكل، ارتدينا ملابسنا الجديدة و انتعلنا أحذيتنا ثمّ سرنا في طريقنا إلى ساحة القرية التي تحوّلت في هذا اليوم إلى سوق كبير للّعب . وصلنا إلى السّاحة فإذا هي مزدحمة بالأطفال من مختلف الأعمار  .

  • يا إلهي ، كلّ أصدقائي هنا ، صاح أخي و البهجة تعلو محيّاه .
  • نعم ، فاليوم عيد يا أحمد ، و الكلّ سعيد بهذه المناسبة.

كلّهم يتبخترون في أجمل الثياب. هذا يرتدي صدارا أخضر وذاك يلبس جبة من الحرير تسحر الألباب وتلك تلبس فستانا زاهي الألوان فتخالها أميرة من الأميرات الصغيرات. كنّا نسير وسط الأطفال وننظر إلى اللّعب المعروضة.  اشتريت ما راق لي من اللّعب: حصان خشبـيّ وسيّارة سريعة حمراء اللون وكرة ضخمة أمّا أخي فاشترى مجموعة من النماذج المصغّرة لحيوانات الغابة.

لمّا شارفنا على الوصول إلى البيت ، رميت بصري آخر الشارع فإذا بي ألمح صديقي مراد وهو طفل من سنّي كانت أمورهم الماديّة و العائليّة على أحسن حال إلى أن دخل والده السّجن و تركهم بلا عائل خاصّة و أنّ والدة مراد مريضة لا تقوى على العمل .

كان صديقي يجلس أمام بيتهم مهموما مطأطأ الرّأس، يحمل هموم الدّنيا بعد أن غابت الابتسامة عن وجهه في يوم العيد.

دخلت بيتنا شارد الذّهن، حزينا صامتا و بعد أن كانت الفرحة تملأ كياني إذ بها تهرب منّي بمشهد صديقي الحزين مراد .

دلفتُ غرفتي أفكّر ، ماذا عساي أفعل كي أرسم البسمة على وجه صديقي .  ثم قفزت لذهني فكرة رائعة : ماذا لو أهديته بعضا من لُعبي ؟

أسرعتُ نحو الخزانة وأحضرتُ كلّ ما يلزم وقمتُ بلفّ الحصان الخشبي والكرة  في ورق لمّاع جميل ثم أسرعتُ لمنزل صديقي مراد.

استقبلني بحفاوة وتسلّم منّي الهدايا فأشرق وجهه واغرورقت عيناه بالدّموع، فجعلتُ أواسيه على غياب والده وأبعث الأمل في نفسه.

افترّت أساريره عن ابتسامة عذبة و شكرني و أطنب في الاطراء عليّ.

تركته بعد ذلك ورجعتُ  الى بيتي و انا أحسّ بفرح لم أشعر به من قبلُ و بقيت ذكريات ذلك العيد السّعيد تملأ قلبي فرحا كلّما تذكّرتها كما أنّ صداقتي بمراد أصبحت قويّة جدّا لا تؤثّر عليها نوائب الأيّام.

 

لتحميل او طباعة كامل الملف ( 2 صفحات) : انقر الرابط التالي

قصة : لعبة العيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى