أطفال غزة
أطفال غزة
من غزة الآن، قبل الآن قد وثبوا
ما سمعتم بهم يا أيها العرب
أطفال في عمر الأزهار ما عرفوا
لهو الصغار و لا أغراهم اللعب
من الخيام التي في الريح نازفة
جراحها، طلع الأطفال وانتصبوا
يواجهون رصاص الغاصبين فما
لديهم من سلاح غير ما احتسبوا
فبالحجارة رجما فبالعصي قنا
يقاتلون و ما ارتدوا و ما هربوا
أطفال غزة يدري المعتدي أبدا
ماذا لديهم و ما في الصدر يصطحب
يقاتلون فما كلت سواعدهم
يوما و لا دب فيها الياس و التعب
تسائل الأم أين العزم يا ولدي
و این تمضي و هذا الهول يلتهب
يقول اين يا أمي أين أخي
و اين اهلي و أحبابي ترى ذهبوا
مضوا على الدرب للتحرير غايتهم
و استشهدوا و أنا للأهل انتسب
فإن تخاذلت الدنيا بأجمعها
عن الطريق، فإنّي اليوم أقترب
قد لا أراك مساء اليوم ذا قدري
فكيف عن قدري يا ام احتجب
من خان يونس نأتيهم و من رفح
من البريج يسيل الدم ينسكب
يطهر الأرض من رجس يدنّسها
فينبت الزهر و الحنون و العشب
و تشرق الشمس يا أماه باسمة
و تختفي هذه الغربان تنسحب
هارون هاشم رشيد: يوميات الصمود والحزن
