تقييم السداسي الأول في مادة القراءة – السنة الخامسة

النص:

كان لي أحد الرّفقاء قد أحبّ الحياة و غالى في حبّها و أبغض الموت بغضا عظيما، فكان يخاف المرض و يتحاشى أسبابه، و يستشير الطبيب في كل حين، فلا يخرج من المنزل إلا بإذنه و لا يأكل إلاّ إذا أشار عليه بالأكل، و لا تمرّ ساعة إلاّ و يمسك بكرسوع يسراه بيده اليمنى بعد أن يضع ساعته أمامه ليعدّ دقات قلبه خلال الدقيقة الواحدة، فإذا بلغت السبعين قال الحمد لله، أمّا إذا وصلت مائة دقّة، قال أعوذ بالله، أمّا إذا هبطت إلى ســـبع و خمسين قال هذا نذير الموت و أسرع إلى الطّبيب خائفا .

و بعد الجسّ و التحليل يعلمه الحكيم بأنّ أمره لا يعود فتورا في الثّقة بالحياة و يحدّثك صاحبنا في حماس عن صحّة قلبه و سلامة جسمه مفتخرا بأنه زار خمسة عشر طبيبا فأكّـــــدوا له جميعا أن قلبه سليم لا يضاهيه إلا واحد في كل تسعين قلبا .

و هكذا قضّى العمر إلى نهايته مشغولا عن متع الحياة و مطالب الحياة بشدّة الحرص على الحياة.

عن عبد العزيز البشري(بتصرف)

 

لتحميل أو طباعة الملف ( 2 صفحات) : انقر الرابط التالي

تقييم السداسي الأول في مادة القراءة – السنة الخامسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى