انتاج كتابي التنكر
التّنكّر
اتّفقت مع أخي على أن نخرج على بقيّة أفراد العائلة متنكّرين في زي شرطيّ ومساعده .اشترينا حواجب وزينة وصنعنا شعرا مستعارا. ثمّ اختلينا في المساء في غرفة في حديقة المنزل بعد أن أوصدنا بابها حتّى لا يتفطّن إلينا أحد.
شرعنا في التنكّر حتّى أحكمناه . فغيّرنا ملامحنا وحفظنا أدوارنا ،فألصق كل واحد الشّاربين و الحواجب على وجهه . و وضع على رأسه الشّعر الاصطناعي . تقمّصت دور الشّرطيّ الصّارم وخرجت أحمل مسدّسي .تقمّص أخي دور المساعد المنضبط .خرجنا على أفراد الأسرة و هم في قاعة الجلوس يشاهدون برامج آخر الأسبوع .ولم تكد الأنظار تقع علينا حتّى صاحت أمّي بكلّ قوّتها “من أنتما ؟ وكيف دخلتما علينا بدون استئذان ؟” .و اختبأ يوسف وراءها وأخذ يرتعش من شدّة الخوف واغرورقت عيناه دموعا . وفي الحين، ضمّت أمّي ابنها إلى صدرها. وسدّ أبي الطّريق علينا وبدا كالجمل الهائج يزبد ويزمجر وأخذ يزعق بأعلى صوته “يبدو أنّكما مخطئان فليس بيننا سارق ونحن أسرة مسالمة والآن هيّا أخرجا مع السّلامة ” أجبت بحزم “أعرّفك نفسي : أنا الملازم الأوّل وقد أتيت في مهمّة لآخذك والإرهابيّ الذي تخبّئه …