علماء و اكتشافات : فليمنغ و اكتشاف البنيسيلين
حاول الأطبّاء و العلماء منذ زمن قديم أن يخفّفوا على المرضى و الجرحى كثيرا من آلامهم و أوجاعهم، فأوجدوا من الأدويّة ألطفها و أنجعها ②، ومن وسائل النّقل أسرعها، لحمل المصابين في مدّة قصيرة إلى المستشفى، حيث الأجهزة العصريّة ③ قائمة و أسباب العلاج متوفّرة④. و بالرّغم من حرص الأطبّاء على العناية بمرضاهم ، و بالرّغم ممّا وفّره العلم لهم من مختلف الأدوية النّافعة ، فإنّهم كثيرا ما وقفوا عاجزين أمام جروح سمّمت أعضاء و عفّنتها ، فلم يجدوا بدّا من بترها ⑤ ، و أمام أمراض خبيثة فتكت بالرّئات و العضلات فتركتها مشوّهة مشلولة ⑥، أو انتزعت الحياة ممن هو في شباب عمره .
و كان الأطبّاء يعتقدون أنّ الجراح وحدها لا تشوّه و لا تسلب الحياة، إنّما يفعل ذلك جراثيم غريبة مضرّة تتسرّب إليها من الهواء⑦ و الأجسام التي تلامسها. و من أجل ذلك فكّروا في إيجاد وسيلة يقضون بها على تلك الجراثيم ، و يبطلون بها ضررها ⑧ و إذايتها . ومن بينهم العالم “فليمنغ” الذي كان يربّي في مختبره أنواعا من الجراثيم ليدرس أحوالها و يهتدي إلى الوقاية منها ⑨ فلفت نظره يوما فراغ كبير في حقل من حقول جراثيمه. فدهش لهذه الظّاهرة، وارتاب في أمره، و أخذ يدرس حقله دراسة دقيقة عميقة حتى تبين له أنّ نوعا من الفطر ⑩ نبت في هذا الحقل، و أفرز مادّة⑪ قضت على كلّ ما جاورها من الجراثيم.
و حار ” فليمنغ ” في أمره فأخذ شيئا من هذه المادّة ليجرّب مفعولها في حقول أخرى . و كم كان عجبه شديدا حين بان له أنّ فتك هذه المادّة شديد. عند ذلك عكف على درسها، فعرف أنّها من نوع العفن⑫ الذّي نراه على الخبز أو الجبن إذا قدم بهما العهد.
و هذه المادّة هي ” البنسلين ” الذّي تعدّدت أصنافه، و أصبح علاجا ينقذ المرضى و الجرحى من موت سريع، أو تشويه محتوم.
….
لمشاهدة تحميل أو طباعة الملف كاملا ( 3 صفحات ) و برابط مباشر : انقر الرابط التالي
علماء و اكتشافات : فليمنغ و اكتشاف البنيسيلين