علماء و اكتشافات : جينر و اكتشاف دواء الجدري
كيف تم اكتشاف دواء الجدري ؟ هل هي الصدفة ؟ أم الذكاء و الملاحظة؟ أم العمل الجاد ؟
من هو جينر ، هل هو رجل خارق أم هو شخص عادي عمل و اجتهد من اجل تحقيق هدف لفائدة الانسانية جمعاء ؟
جينر و اكتشاف دواء الجدري
مرض الجدري كالوباء في انتشاره و فتكه بالإنسان② ،وكانت ضحاياه، في كلّ سنة تربو على عشرات الألوف ③ من النّاس في جميع أقطار الأرض .
وإذا كتبت النّجاة لبعض الذين أصيبوا به، فلا مفرّ لهم من أن يقضوا باقي أيّامهم في همّ و حزن، من جرّاء ما يخلّفه هذا المرض على وجوههم و أبدانهم من تشويه و آثار دميمة.
– و في إحدى القرى الإنجليزية ، سنة 1870 ، جاءت فتاة ريفية إلى عيادة الطّبيب “لودل” تبتغي العلاج من مرض تشكوه ، فلقيها هناك تلميذه “إدوارد جينر ” فأصغى إليها تقول :إنّ بعض مواطنيها من القرويين كانوا يقومون بحلب بقرة مجدّرة ، فانتقل إليهم الجدريّ لكنّ إصاباتهم به جاءت خفيفة هيّنة ، و سرعان ما شفوا منها ، ثمّ نزل بقريتهم بعد ذلك وباء الجدريّ فلم تصبهم عدواه، في حين أنّها أصابت من حولهم من الآهلين .
– وعلق هذا الحديث العابر بذهن التّلميذ④ النّجيب، و كان مولعا بالدّراسات التجريبية ⑤والأبحاث العلمية ، و أصبح يخامره الأمل ⑥في إمكانية الانتفاع بجدريّ البقرة للوقاية من جدريّ البشر ، و لم يفتر عزمه رغم عسير مطلوبه وقليل معلومه عن الجدريّ و علاجه. ومضى في تجاربه، حتّى آمن أنّ مصل الجدريّ يدفع عمّن يطعّم به خطر ذلك المرض الفتّاك.⑧
– ولم يشأ” جينر ” أنّ يتبنّى الأطبّاء دواءه ⑨العجيب قبل أن يجرّب مفعوله في الإنسان ، حرصا منه على سلامة البشر. وأبى إلاّ أن يجرّب في ولده الأكبر المصل الذّي اكتشفه و أعدّه ، فلقّحه به ، و كتب اللّه للولد الشّفاء من الأعراض ⑩الخفيفة التي أصابته.
…..
مشاهدة تحميل أو طباعة الملف كاملا ( 3 صفحات ) و برابط مباشر : انقر الرابط